هيجل والتفسير المثالي للتاريخ
في هذه الحلقة نستعرض تفسير هيجل للتاريخ , وهيجل هو فيلسوف ألماني عايش احداث الثورة الفرنسية التي كانت ترفع شعارات الحرية والاخاء والمساواة كما عايش دخول نابليون الى ألمانيا
صراع الأفكار :
رؤية هيجل للتاريخ يحكمها قانون صراع الأفكار حيث يرى ان أي فكرية بشرية تحمل جوانب جيدة من ناحية ومن ناحية أخرى _نتيجة بشريتها _ تحمل نواقضها وهو ما نسميه نقيض الفكرةولذلك فالناس الناقضين للفكرة يستغلوا النقص الموجود في محاربتها الى أن ينتج نتيجة هذا الصراع فكرة أخرى تحمل هي كذلك نقيضها ويبدأ الصراع مرة أخرى وهكذا ..ويسمى تفسير هيجل بالمثالي وذلك لانه يرى ان الصراع في عالم الفكر ومن التغير الفكري ينطلق ويوجد العالم المادي
ومع استمرارية طرح الأفكار ونقائضها يتقدم العالم
مثال : في اليونان القديم ولدت فكرة الحرية المطلقة وكانت هذه الفكرة تحمل في داخلها نقيضها الا وهو الفوضى ومن ثم حدث صراع بين الفكرة نقيضها الى ان توصلوا لفكرة جديدة وهي الحرية المقيدة وهكذا نرى ان الصراع بين الافكار يؤدي الى تطور المجتمع
ما الذي يضمن لنا ان ما نأتي به من جديد لا يضم عيب القديم ؟
دائما ما يتخوف البشر من الجديد ,ويتخوف الانسان دائما ان الجديد قد يضم عيوب من القديم او ربما تفوق عيوب القديمالاجابة عند هيل تتلخص في قوله (( ان أفكارنا انما هي اجتهاد بشري , وان كانت هذه الافكار مستمدة من الدين فهذا لا يعني انها لا يأتيها الباطل من بين يديها او خلفها .فهناك فارق بين الدين الذي يمثل الحقيقة المطلقة وبين ما يفهمه البشر ويتوصلون اليه من أفكار واستراتيجيات للعمل . اذا كل اجتهاد يقبل القبول والرفض والأخذ والرد )) , وهو يعني بهذا الكلام اننا نعترف كبشر بقصور افكارنا وان ضمان التطور والتقدم هو الايمان بهذا المبدأ ومن ثم الايمان بضرور استمرارية نقد الافكار الموجودة وتوليد افكار جديدة ..هذا هو ضمان التقدم وضمان ان الفكرة الجدية ستدفع للامام ولن تأخذنا للخلف .
ما أهم ما نستفيده من رؤية هيجل ؟
1- ان وجود تيارات مختلفة في الأراء والتوجهات بل ووجود تيارات تحمل افكار مناقضة لافكار بعض يمكن ان يكون من اسباب التقدم والنهضة اذا احسن استخدام هذا الاختلاف في الوصول لافكار جديدة2- ان المبدعين اصحاب الافكار الجيدة هم صمام أمان المجتمع
3- يجب التنبه لاي فكرة نقيضة حتى وان كانت من اعدائك لان هذا قد يساعد اي امة او اي تيار من التطور والتقدم .